الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سيرة ابن هشام المسمى بـ «السيرة النبوية» **
قال ابن إسحاق : وقال عبدالله بن الزبعرى في يوم أحد يبكي القتلى : ألا ذرفت من مقلتيك دموع * وقد بان من حبل الشباب قطوع وشط بمن تهوى المزار وفرقت * نوى الحي دار بالحبيب فجوع وليس لما ولى على ذي حرارة * وإن طال تذراف الدموع رجوع فذر ذا ولكن هل أتى أم مالك * أحاديث قومي والحديث يشيع ومجنبنا جردا إلى أهل يثرب * عناجيج منها متلد ونزيع عشية سرنا في لهام يقودنا * ضرور الأعادي للصديق نفوع نشدُّ علينا كل زعف كأنها * غدير بضوج الواديين نقيع فلما رأونا خالطتهم مهابة * وعاينهم أمر هناك فظيع وودوا لو أن الأرض ينشق ظهرها * بهم وصبور القوم ثم جزوع وقد عريت بيض كان وميضها * حريق ترقى في الأباء سريع بأيماننا نعلوا بها كل هامة * ومنها سمام للعدوِّ ذريع فغادرن قتلى الأوس غاصبة بهم * ضباع وطير يعتفين وقوع وجمع بني النجار في كل تلعة * بأبدانهم من وقعهن نجيع ولولا علو الشعب غادرن أحمدا * ولكن علا والسمهري شروع كما غادرت في الكر حمزة ثاويا * وفي صدره ماضي الشباة وقيع ونعمان قد غادرن تحت لوائه * على لحمه طير يجفن وقوع بأحد وأرماح الكماة يردنهم * كما غال أشطان الدلاء نزوع فأجابه حسَّان بن ثابت فقال أشاقك من أم الوليد ربوع *بلاقع ما من أهلن جميع عفاهن صيفي الرياح وواكف * من الدلو رجاف السحاب هموع فلم يبق إلا موقد النار حوله * رواكد أمثال الحمام كنوع فدع ذكر دار بددت بين أهلها * نوى لمتينات الحبال قطوع وقل إن يكن يوم بأحد يعدُّه * سفيه فإن الحق سوف يشيع فقد صابرت فيه بنو الأوس كلهم * وكان لهم ذكر هناك رفيع وحامي بنو النجار فيه وصابروا * وما كان منهم في اللقاء جزوع أمام رسول الله لا يخذلونه * لهم ناصر من ربهم وشفيع وفوا إذ كفرتم يا سخين بربكم * ولا يستوي عبد وفيٌّ ومضيع بأيديهم بيض إذا حمِش الوغى * فلا بد أن يردى لهن صريع كما غادرت في النقع عتبة ثاويا * وسعدا صريعا والوشيج شروع وقد غادرت تحت العجاجة مسندا * أبيا وقد بل القميص نجيع بكف رسول الله حيث تنصبت * على القوم مما قد يثرن نقوع أولئك قوم ساده من فروعكم * وفي كل قوم سادة وفروع بهن نعُّز الله حتى يُعزّنا * وإن كان أمر يا سخين فظيع فلا تذكروا قتلى وحمزة فيهم * قتيل ثوى لله وهو مطيع فإن جنان الخلد منزلة له * وأمر الذي يقضي الأمور سريع وقتلاكم في النار أفضل رزقهم * حميم معا في جوفها وضريع قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرهما لحسَّان وابن الزبعرى . وقوله : ماضي الشباة ، وطير يجفن عن غير ابن إسحاق قال ابن إسحاق : وقال عمرو بن العاصي في يوم أحد : خرجنا من الفيفا عليهم كأننا * مع الصبح من رضوى الحبيك المنطق تمنت بنو النجار جهلا لقاءنا * لدى جنب سلع والأماني تصدق فما راعهم بالشر إلا فجاءة * كراديس خيل في الأزقة تمرق أرادوا لكيما يستبيحوا قبابنا * ودون القباب اليوم ضرب محرق وكانت قبابا أومنت قبل ما ترى * إذ رامها قوم أبيحوا وأحنقوا كأن رءوس الخزرجيين غدوة * وأيمانهم بالمشرفية بروق فأجابه كعب بن مالك فيما ذكر ابن هشام فقال ألا أبلغا فهرا على نأي دارها * وعندهم من علمنا اليوم مصدق بأنا غداة السفح من بطن يثرب * صبرنا ورايات المنية تخفق صبرنا لهم والصبر منا سجية * إذا طارت الأبرام نسمو ونرتق على عادة تلكم جرينا بصبرنا * وقدما لدى الغايات نجري فنسبق لنا حومة لا تستطاع يقودها * نبي أتى بالحق عف مصدق ألا هل أتى أفناء فهر بن مالك * مقطع أطراف وهام مفلق قال ابن إسحاق : وقال ضرار بن الخطاب : إني وجدّك لولا مُقدمى فرسي * إذا جالت الخيل بين الجزع والقاع ما زال منكم بجنب الحزع من أحد * أصوات هام تزاقي أمرها شاعي وفارس قد أصاب السيف مفرقة * أفلاق هامته كفروة الراعي إني وجدك لا أنفك منتطقا * بصارم مثل لون الملح قطاع على رحالة ملواح مثابرة * نحو الصريخ إذا ما ثوَّب الداعي وما انتميت إلى خور ولا كشف * ولا لئامٍ غداة البأس أوراع بل ضاربين حبيبك البيض إذ لحقوا * شم العرانين عند الموت لذاع شم بهاليل مسترخ حمائلهم * يسعون للموت سعيا غير دعداع لما أتت من بني كعب مزينة * والخزرجية فيها البيض تأتلق وجردوا مشرفيات مهندة * وراية كجناح النسر تختفق فقلت يوم بأيام ومعركة * تنسى لما خلفها ما هزهز الورق قد عودوا كل يوم أن تكون لهم * ريح القتال وأسلاب الذين لقوا خيرت نفسي على ما كان من وجل * منها وأيقنت أن المجد مستبق أكرهت مهري حتى خاض غمرتهم * وبله من نجيع عانك علق فظل مهري وسربال جسيدوهما * نفخ العروق رشاش الطعن والورق أيقنت أني مقيم في ديارهم * حتى يفارق ما في جوفه الحدق لا تجزعوا يا بني مخزوم إنّ لكم * مثل المغيرة فيكم ما به زهق صبراً فدىً لكم أمي وما ولدت * تعاوروا الضرب حتى يدبر الشفق . وقال عمرو بن العاصي لما رأيت الحرب ينزو *شرها بالرضف نزوا وتناولت شهباء تلحو * الناس بالضراء لحوا أيقنت أن الموت حق * والحياة تكون لغوا حملت أثوابي على * عتد يبذ الخيل رهوا سلس إذا نكبن في البيداء * يعلو الطرف علوا وإذا تنزل ماؤه من * عطفه يزداد زهوا زبد كيعفور الصريمة * راعه الرامون دحوا شنج نساه ضابط * للخيل إرخاء وعدوا ففدى لهم أمي غداة * الروع إذ يمشون قطوا سيرا إلى كبس الكتيبة * إذ جلته الشمس جلوا قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لعمرو . قال ابن إسحاق : فأجابهما كعب بن مالك ، فقال : أبلغ قريشاً وخير القول أصدقه * والصدق عند ذوي الألباب مقبول أن قد قتلنا بقتلانا سراتكم * أهل اللواء ففيما يكثر القيل ويوم بدر لقيناكم لنا مدد * فيه مع النصر ميكال وجبريل إن تقتلونا فدين الحق فطرتنا * والقتل في الحق عند الله تفضيل وإن تروا أمرنا في رأيكم سفها * فرأي من خالف الإسلام تضليل فلا تمنوا لقاح الحرب واقتعدوا * إن أخا الحرب اصدى اللون مشغول إن لكم عندنا ضربا تراح له * عرج الضباع له خذم رعابيل إنا بنو الحرب نمريها وننتجها * وعندنا لذوي الأضغان تنكيل إن ينج منها ابن حرب بعد ما بلغت * منه التراقي وأمر الله مفعول فقد أفادت له حلما وموعظة * لمن يكون له لب ومعقول ولو هبطتم ببطن السيل كافحكم * ضرب بشاكلة البطحاء ترعيل تلقاكم عصب حول النبي لهم * مما يعدون للهيجا سرابيل من جذم غسان مسترخ حمائلهم * لا جبناء ولا ميل معازيل يمشون تحت عمايات القتال كما * تمشي المصاعبة الأدم المراسيل أو مثل مشي أسود الظل ألثقها * يوم زذاذ من الجوزاء مشمول في كل سابغة كالنهي محكمة * قيامها فلج كالسيف بهلول ترد حد قرام النبل خاسئة * ويرجع السيف عنها وهو مفلول ولو قذفتم بسلع عن ظهوركم * وللحياة ودفع الموت تأجيل ما زال في القوم وتر منكم أبدا * تعفو السلام عليه وهو مطلول عبد وحر كريم موثق قنصا * شطر المدينة مأسور ومقتول كنا نؤمل أخراكم فأعجلكم * منا فوارس لا عزل ولا ميل إذا جنى فيهم الجاني فقد علموا * حقاً بأن الذي قد جرَّ محمول ما نحن لا نحن من إثم مجاهرة * ولا ملوم ولا في الغرم مخذول وقال حسَّان بن ثابت يذكر عدة أصحاب اللواء يوم أحد - قال ابن هشام : هذه أحسن ما قيل - منع النوم بالعشاء الهموم * وخيال إذا تغور النجوم من حبيب أضاف قلبك منه * سقم فهو داخل مكتوم يا لقومي هل يقتل المرء مثلي * واهن البطش والعظام سؤوم لو يدب الحوَّلى من ولد الذر * عليها لأندبتها الكلوم شأنها العطر والفراش ويعلوها * لجين ولؤلؤ منظوم لم نفتها شمس النهار بشيءٍ * غير أن الشباب ليس يدوم إن خالى خطيب جابيه الجو * لان عند النعمان حين يقوم وأنا الصقر عند باب ابن سلمى * يوم نعمان في الكبول سقيم وأبيٌّ وواقد أطلقا لي * يوم راحا وكبلهم مخطوم ورهنت اليدين عنهم جميعا * كل كفّ جزء لها مقسوم وسطت نسبتي الذوائب منهم * كل دار فيهما أب لي عظيم وأبي في سميحة القائل الفأصل * يوم التقت عليه الخصوم تلك أفعالنا وفعل الزبعرى * خامل في صديقه مذموم رب حلم أضاعه عدم المال * وجهل غطا عليه النعيم لا تسبنني فلست بسبي * إن سبي من الرجال الكريم ما أبالي أنبَّ بالحزن تيس * أم لحاني بظهر غيب لئيم ولي البأس منكم إذ رحلتم * أسرة من بني قصي صميم تسعة تحمل اللواء وطارت * في رعاع من القنا مخزوم وأقاموا حتى أبيحوا جمعيا * في مقام وكلهم مذموم بدم عانك وكان حفاظا * أن يقيموا إن الكريم كريم وأقاموا حتى أزيروا شعوبا * والقنا في نحورهم محطوم وقريش تفر منا لواذا * أن يقيموا وخف منها الحلوم لم تطق حملة العواتق منهم * إنما يحمل اللواء النجوم قال ابن هشام : قال حسَّان هذه القصيدة : منع النوم بالعشاء الهموم ليلاً ، فدعا قومه ، فقال لهم : خشيت أن يدركني أجلي قبل أن أصبح ، فلا ترووها عني قال ابن هشام : أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار صاحب ؛ لواء المشتركين يوم أحد : لله أي مذبب عن حرمة * أعني ابن فاطمة المعمَّ المخولا سبقتْ يداك له بعاجل طعنة * تركت طليحة للجبين مجدّلا وشددتَ شدة باسل فكشفتهم * بالجر إذ يهوون أخول أخولا قال ابن إسحاق : وقال حسَّان بن ثابت يبكي حمزة بن عبدالمطلب ومن أصيب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : يا ميَّ قومي فاندبن * بسحيرة شجو النوائح كالحاملات الوقر بالثقل * الملحات الدوالح المعولات الخامشات * وجوه حرات صحائح وكأن سيل دموعها الأنصاب * تخضب بالذبائح بنقضن أشعرا لهن * هناك بادية المسائح وكأنها أذناب خيل * بالضحى شمس روامح من بين مشزور ومجزور * يذعذع بالبوارح يبكين شجوا مسلبات * كدحتهن الكوادح ولقد أصاب قلوبها * مجل له جلب قوارح إذ أقصد الحدثان من * كنا نرجي إذ نشائح أصحاب أحد غالهم * دهر ألم له جوارح من كان فارسنا وحامينا * إذا بعث المسالح يا حمزة لا والله لا * أنساك ما صر اللقائح لمناخ أيتام وأضيــ * ــاف وأرملة تلامح ولما ينوب الدهر في * حرب لحرب وهي لاقح يا فارساً يا مدرها * يا حمز قد كنت المصامح عنَّا شديدات الخطوب * إذا ينوب لهن فادح ذكرتني أسد الرسول * وذاك مدرهنا المنافح عنا وكان يعد إذ * عد الشريفون الجحاجح يعلو القماقم جهرة * سبط اليدين أغر واضح لا طائش رعش ولا * ذو علة بالحمل آنح بحر فليس يغيب جاراً * منه سيب أو منادح أودي شباب أولي الحفائظ * والثقيلون المراجح المطعمون إذا المشاتي * ما يصففهن ناضح لحم الجلاد وفوقه * من شحمه شطب شرائح ليدافعوا عن جارهم * ما رام ذو الضغن المكاشح لهفي لشبان رزئناهم * كأنهم المصابح شم بطارقة غطارفة * خضارمة مسامح المشترون الحمد بالأموال * إن الحمد رابح والجامزون بلجمهم * يوما إذا ما صاح صائح من كان يرمي بالنواقر * من زمان غير صالح ما إن تزال ركابه * يرسمن في غبر صحاصح راحت تبارى وهو في * ركب صدورهم رواشح حتى تئوب له المعالي * ليس من فوز السفائح يا حمزة قد أوحدتني * كالعود شذَّ به الكوافح أشكو إليك وفوقك الترب * المكور والصفائح من جندل نلقيه فوقكم * إذ أجاد الضرح ضارح في واسع يحشونه * بالترب سوَّته المماسح فغزاؤنا أنا نقول * وقولنا برح بوارح من كان أمسى وهو عما * أوقع الحدثان جانح فليأتنا فلتبك عيناه * لهلكانا النوافح القائلين الفاعلين * ذوي السماحة والممادح من لا يزال ندى يديه له * طوال الدهر مائح قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسَّان ، وبيته : المطعمون إذا المشاتي وبيته : الجامزون بلجمهم وبيته : من كان يرمى بالنواقر عن غير ابن إسحاق :
|